لكن يبدو أن جماهير النادي البافاري متخوّفة من تكرار سيناريو 2012 حين كان النادي قريباً من الثلاثية قبل أن يخرج في نهاية المطاف خالي الوفاض.
واكتفى بايرن الموسم الماضي باحتلال المركز الثاني في الدوري المحلي بفارق 8 نقاط عن بوروسيا دورتموند ثم خسر نهائي الكأس أمام الأخير بالذات ووصل إلى نهائي دوري أبطال أوروبا حيث خسر أمام تشلسي الإنكليزي بركلات الترجيح (1-1 في الوقتين الأصلي والإضافي) على ملعبه "أليانز أرينا"، وذلك بعدما تخلص في طريقه إلى هذه المباراة من عقبة بال السويسري ومرسيليا الفرنسي والعملاق ريال مدريد الإسباني.
"لقد عشت نهائي 1999 حين خسرنا دراماتيكياً أمام مانشستر يونايتد (تقدم بايرن منذ الدقيقة 6 من خلال ماريو باسلر قبل أن يخسر 1-2 بهدفين قاتلين سجلهما في الدقيقتين الأولى والثالثة من الوقت بدل الضائع تيدي شيرينغهام والنروجي أولي غونار سولسكاير)"، هذا ما قاله المدير التنفيذي الحالي لبايرن كارل هاينتس رومينيغيه بعد خسارة نهائي الموسم الماضي، مضيفاً: "كانت تلك أيضاً خسارة قاسية جداً، لكن لدي انطباع بأن هذه الهزيمة أكثر مرارة وتجاوزت تلك الخسارة من ناحية القساوة علينا".
ويأمل جمهور بايرن أن يكون لاعبوه قد تعلموا الدرس من خسارتهم نهائي دوري أبطال أوروبا مرتين في ثلاثة مواسم، إذ سبق أن خسروا نهائي 2010 أمام إنتر ميلان الإيطالي.
وسيكون بايرن عازماً في مشاركته الثالثة في مباراة التتويج خلال أربعة مواسم والعاشرة في تاريخه على الاستفادة من الخبرة التي اكتسبها من أجل إحراز اللقب القاري للمرّة الأولى منذ 2001 (على حساب فالنسيا الإسباني بركلات الترجيح) والخامسة في تاريخه (توّج به ثلاث مرات متتالية أعوام 1974 و1975 و1976 مع القيصر فرانتس بكنباور وغيرد مولر وأولي هونيس).
وبدوره أكد مدرب بايرن يوب هاينكيس أن شيئاً لن يؤثر على تركيز لاعبيه الذين يتمتعون - في رأيه - بالصلابة الذهنية والنفسية، مضيفاً: "لن يتمكن أي شيء من التأثير على تركيزنا، أمامنا هدف واضح المعالم: الفوز بالكأس صاحبة الأذنين الكبيرتين، (يطلق على كأس دوري الأبطال في ألمانيا: هينكيلبوت؛ أي: الكوب الكبير ذو المقابض) واحد لن يثنينا عن هذا الهدف".
وواصل هاينكيس الذي سيترك منصبه في نهاية الموسم للإسباني جوسيب غوارديولا بقرار اتخذ قبل قيادته النادي البافاري إلى لقب الدوري ونهائي الكأس المحلية ودوري أبطال أوروبا، "تركيز الفريق منصب تماماً على الفوز، أنا لم أرَ شيئاً مماثلاً طوال مسيرتي، أن نلعب موسماً من هذا النوع بعد الذي حصل العام الماضي...هذا الأمر يتطلب أناساً استثنائيين وحدهم باستطاعتهم تحقيق هذا الأمر وهم لاعبو فريقي".
وكان هاينكيس الذي سبق أن رفع الكأس القارية عام 1998 مع ريال مدريد الإسباني، واثقاً بفريقه لدرجة أنه لم يخف التشكيلة التي سيخوض بها نهائي "ويمبلي" وستتكون على أغلب الظن وبحسب التمارين التي أجراها استعداداً لمواجهة دورتموند، من الحارس مانويل نوير، والمدافعين فيليب لام وجيروم بواتنغ والبرازيلي دانتي والنمساوي دافيد ألابا، ولاعبي الوسط الإسباني خافيير مارتينيز وباستيان شفاينتشايغر وروبن ومولر والفرنسي فرانك ريبيري، ورأس الحربة الوحيد ماندزوكيتش.
وحطم بايرن أيضاً الرقم السابق (21 نقطة) من حيث الفارق في النقاط بين البطل ووصيفه بعد أن تقدم على دورتموند بفارق 25 نقطة.
كما سيودع هاينكيس بايرن بأرقام قياسية أخرى هي أقل عدد أهداف دخلت شباكه (18 هدفاً في حين أن الرقم السابق كان 21 باسم بايرن أيضاً حققه موسم 2007-2008)، والمباريات التي أنهاها بشباك نظيفة (21).
وسجل بايرن خلال موسمه الاستثنائي رقماً قياسياً آخر هو الفارق بين الأهداف المسجلة وتلك التي دخلت شباكه (80+ حالياً والرقم السابق 64+).
والإنجاز الأهم الذي يسعى هاينكيس إلى تحقيقه قبل أن يقول وداعاً هو أن يجعل بايرن أول فريق ألماني يتوّج بثلاثية الدوري والكأس المحليين ودوري أبطال أوروبا.
0 commentaires:
Enregistrer un commentaire